سما القلب مراقب عام المنتدي
عدد الرسائل : 2451 العمر : 39 رقم العضوية : 94 الأوسمة : علم البلد : تاريخ التسجيل : 24/08/2008
| موضوع: يألف ويؤلف... 2009-03-03, 01:36 | |
| يألف ويؤلف محمد مسعد ياقوت كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يألف ويؤلف، فما أن تقع عينك عليه حتى تحبه، فإذا سمعته أحبتته، وإذا حدثته أحببته، وإذا خالطته أحببته، وإذا تعاملت في الدرهم والدينار أو في أي من المعاملات المالية؛ على التو تحبه، وإذا سافرت معه في سفر وعاينت أخوته وإيثاره على الفور تحبه .. نعم هو ذا، وهو القائل: «الأرواح جنود مجندة, فما تعارف منها ائتلف, وما تناكر منها اختلف» [البخاري، عن عائشة: 3336]وقد وصف النبي ـ صلى الله عليه وسلم - الإيمان بقوله: الإيمان "الصَّبْرُ وَالسَّمَاحَةُ" [أحمد :19435, عن عمرو بن عبسة، السلسلة الصحيحة رقم 554]. ووصف المؤمن بأنه: " يَأْلَفُ وَيُؤْلَف وَلاَ خَيْرَ فِيمَنْ لاَ يَأْلَفُ وَلاَ يُؤْلَفُ، وخير الناس أنفعهم للناس " [الطبراني ( الأوسط) :6/58، السلسلة الصحيحة رقم 426].***يألف ويؤلف، هذه صفته، صلى الله عليه وسلم، هذه النفس الطيبة؛ أبت نفسٌ تحت العبودية أن تخرج من الرق إثارًا لها وضنًا . فزيد بن حارثة كان في الرق، واشترته خديجة ـ رضي الله عنها ـ وأهدته إلى زوجها محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وكانت من أخلاق النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مع زيد، كيت وكيت وكيت، أو كانت من أخلاق النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مع زيد ما لا تحصيه الأقلام، أو, أو ... بل نستطيع أن ندفع العناء عن أنفسنا في ذكر أخلاق النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مع خادمه ومولاه زيد بذكر موقف زيد حينما خُيِّر بين حياة الرق ـ في بيت محمد ـ أو حياة الحرية في ظل أبيه حارثه، فلم يبال بشيء ما دام في صحبة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ. ***إذ لما علم حارثة بموضع ابنه زيد، وقد وصلتْ الأنباءُ إلى عائلة زيد أن ابنكم المخطوف قد استرق وبيع في سوق عكاظ، فهداهم البحث إلى بيت محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فأقبل حارثة مع نفر من عشيرته إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وطرقوا بابه، وكان زيد إلى جواره، فنادوه: يا زيد ! فلم يجبهم إجلالا منه لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وانتظارًا منه لرأيه, فقال له النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " من هؤلاء يا زيد؟".فقال: يا رسول الله, هذا أبي, وهذان عماي, وهذا أخي وهؤلاء عشيرتي, فقال له النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " قم فسلم عليهم يا زيد "..فقام فسلم عليهم، وسلموا عليه, وقالوا: امض معنا يا زيد, قال: ما أريد برسول الله بدلاً, فقالوا له: يا محمد, إنا معطوك بهذا الغلام ديات, فسم ما شئت, فإنا حاملوها إليك, قال:" أسألكم أن تشهدوا أن لا إله إلا الله, وإني خاتم أنبيائه ورسله" ! فأبوا وتلكأوا وتلجلجوا.. وقالوا: تقبل ما عرضنا عليك يا محمد ؟ فقال لهم: "هاهنا خصلة غير هذه, قد جعلت أمره إليه, إن شاء فليقم, وإن شاء فليرحل"..قالوا: قضيت ما عليك يا محمد!! وظنوا أنهم قد صاروا من زيد إلى حاجتهم, قالوا: يا زيد, قد أذن لك محمد, فانطلق معنا, قال: هيهات، هيهات، ما أريد برسول الله بدلا, ولا أوثر عليه والدًا ولا ولدًا, فأذاروه وألاصوه واستعطفوه, وذكروا وجد من وراءهم, فأبى, وحلف أن لا يصحبهم.. [ انظر القصة في: الحاكم برقم 4946, فوائد تمام، برقم 1112، وتاريخ دمشق ج 10، ص 138، وقد حذفها الذهبي من التلخيص لضعفها]. ***إن الذي دفع زيدٌ إلى التمسك بالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ رغم حياة العبودية؛ لَيُبِيْن لنا طبيعةَ هذه النفس الكريمة التي كانت بين جنبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فقد صارت ـ بأخلاقها ـ كالعَلَم الذي في رأسه نار؛ يهوى إليه الناسُ من هنا وهناك، أو كالمغناطيس الذي يجذب قطع الحديد من حوله. إن أخلاق الرفق والرحمة والعفو والتواضع والكرم والشجاعة والبذل ـ تجعل من نفس المرء شمسًا يستدفأ بها الناسُ في قَرّ البرد، وحصنًا يأوي إليه المكروب في وقت الظلم، ومرتفعًا يأوي إليه من أراد الامتناع .. هذه الأخلاق؛ تجعل لنفس المرء سحرًا حلالاً، ورونقًا وجمالاً؛ تَهْوِي إليه أفئدةُ الناسِ، حينها يصير الإنسانُ ـ الذي تخلّقَ بأخلاق " يألف ويؤلف" ـ كالسلطان في الأرض، كالملك، كالرئيس .. كالحاكم الذي يأوي اللهيفُ إلى ظله، ويلجأ الضعيف إلى عدله. لذلك كان حُسْن الخُلق خيْر قَرِين، وكان الأدب خير رصيد، وكان الرفق خير طريق.. فاحرص أخي أن تكون طيب العشرة، حاذق الطُرفة، حسن المفاكهة، مُجيد الدعابة، جميل المعاملة، لين الجانب .. مع حسن السمت، وطول الصمت، وكثرة الوقار، وعمق الحياء، وعلو التواضع.***اعلم أن مفتاح التمكن من قلوب الناس؛ في قضاء حوائجهم، والزهد عما في أيديهم.فإذا أردتَ أن تملك قلب إنسان؛ فاقض له حاجة وازهد في نواله. ***اعلم أنه لا سيادة دون إنفاق، ولا ريادة دون بذل، ولا مكانة لحسود، ولا وقار للجوج ـ وكل هذه ـ أي البخل والحرص والحسد واللجوج ـ من مغاليق قلوب الناس دونك. ***واعلم أن المتكبر قد يملأ السمع والبصر، ويصل صيته في كل مكان، ويشاع ذكره في كل حدب وصوب ـ عدا مكان واحد هو قلوب الناس!___________** داعية وكاتب مصري، عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، المشرف العام على موقع نبي الرحمة. | |
|
ربيع الحب مستشار إداري
عدد الرسائل : 2409 العمر : 49 رقم العضوية : 110 الأوسمة : علم البلد : تاريخ التسجيل : 04/02/2009
| موضوع: رد: يألف ويؤلف... 2009-03-03, 14:29 | |
| ومن منا لم يحبة من غير حتى ان نرى اى شى منة جمعنا الله بة جميعا فى جنة الرحمن اشكر سما على الموضوع الممتع تحياتى ليكى
| |
|
سما القلب مراقب عام المنتدي
عدد الرسائل : 2451 العمر : 39 رقم العضوية : 94 الأوسمة : علم البلد : تاريخ التسجيل : 24/08/2008
| موضوع: رد: يألف ويؤلف... 2009-04-07, 04:51 | |
| رد على ربيع الحب اللهم أمين أختى الغالية أشكرك على مرورك الذى عطر صفحتى تحياتى لكى دائما | |
|