سما القلب مراقب عام المنتدي
عدد الرسائل : 2451 العمر : 39 رقم العضوية : 94 الأوسمة : علم البلد : تاريخ التسجيل : 24/08/2008
| موضوع: سعد بن معاز ... سيرة عطرة فى زمان نادر 2009-02-26, 01:44 | |
| صحابة رسول الله صلوات الله وسلامه عليه ، هم الرجال الذين اختارهم الله تعالى ليكونوا خير الرجال . سعدوا أولاً بالإيمان برسالة محمد صلى الله عليه وسلم وتربوا على يديه ، فتخرجوا من مدرسته ، مدرسة ا لإيمان ، ثم جاهدوا في سبيل الدعوة ، بعد أن أضاء الله قلوبهم بنور الإيمان ، وتأدبوا بآداب القرآن ، فكانوا مصابيح هداية وقادة فتح ، وجنود دعوةالبطولة تنجب البطولة :
حقاً إن البطولة تنجب البطولة ، والعظمة تورث العظمة ، وما من عظيم ولا بطل إلا قد ورثها من أب أو أم أو أكتسبها من بيئة عظيمة ، بتوفيق الله وتقديره.فهذه أم سعد بن معاذ رضي الله عنه كبشة بنت رافع خزرجية أنصارية ، صحابية جليلة ، بطلة عظيمة ، شاعرة مؤمنة ، مجاهدة صبورة عاشت في الجاهلية وصدر الإسلام ، بلغ من صدق إيمانها وإسلامها وشدة حماسها لهذا الدين العظيم ، والتزامها به ، أنها كانت أول من بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم من النساء المؤمنات.أم سعد بن معاذ أم الشهداء :من أجل أن نتعرف على عظمة هذه المرأة الجليلة ، والصحابية الفذة ، والأم المجاهدة ، والصبورة الراضية ، لا بد أن لم بالعطاء التربوي الذي قدمته للإسلام ، من خلال أولادها الذين أعدتهم ليكونوا حملة رسالة ، وجنود دعوة ، وأنصار حق ، وشهداء دين ، وقد كانت إمامتهم وقدوتهم في كل ذلك.أم تستحث ولدها على الشهادة :قالت أم سعد لابنها سعد بن معاذ في غزوة الخندق ( تشجعه على الشهادة وتستعجله الظفر بها ) : الحق يا بني ، قد والله أخرت ، فقالت عائشة رضي الله عنها : يا أم سعد! لوددت أن درع سعد أسبغ ( الدرع قصيرة وسعد رجل طويل ) مما هي فخافت عليه ، حيث أصاب السهم منه ، أي في المكان الذي خشيت عليه منه ، وهو ذراعه المكشوفة ، حيث رماه بالسهم حبان بن العرقة.لكن الأم هي الأم ، رقة وحنانا ، وحبا وفداء ، جزعاً لفراق فلذات كبدها ، خاصة إذا كانت الأم هي الشاعرة المؤمنة كبشة بنت رافع رضي الله عنها وخاصة إذا كان الولد هو سعد بن معاذ رضي الله عنه ، فعلى مثله تبكي البواكي .فلما أنفجر جرحه ، وأسلم الروح الطهور لبارئه ، بكته أمته ، وهي ترى نعش سعد على أعناق المسلمين فقالت رضي الله عنها :ويل أم سعد سعدا صــرامة وجـــداوسؤددا ومجـــدا وفارســـا معـــداســديـه مســـــدا يقدهـــا مــا قـــداقال لها عمر بن الخطاب رضي الله عنه : مهلا يا أم سعد لا تذكري سعداً ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :" مهلا يا عمر فكل باكية مكذبة إلا أم سعد ، ما قالت من خير فلم تكذب ".ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مكفكفا دموعها ، مشاركاً إياها حزنها ، مقدراً مصابها ، فالمصاب بسعد مصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل السماء من ملائكة الرحمان ، وأهل الأرض من صحابة رسول الله .قال لها ثناء على سعد وقوله الحق : " لا تزيدي على هذا ، كان والله – ما علمت – حازماً وفي أمر الله قويا".ثم أذن لها رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تودع ابنها الوداع الأخير ، فجاءت تنظر إلى سعد في اللحد ، فردها الناس فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : " دعوها " فأقبلت ، حتى نظرت إليه وهو في اللحد قبل أن يبنى عليه اللبن والتراب ، فقالت : احتسبك عند الله ، ثم عزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم على قبره.عمرو بن معاذ شهيدثان :يروي الإمام المقريزي رحمه الله في " إمتاع الأسماع " أنه لما شاع في المسلمين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قتل يوم أحد جاءت أم سعد بن معاذ رضي الله عنه تعدو نحو رسول الله وقد وقف على فرسه ، وسعد بن معاذ آخذ بعنان الفرس ، فقال سعد : يا رسول الله أمي ! أمي ، فقال النبي الكريم : مرحبا بها ، فدنت حتى تأملت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقالت : أما إذا رأيتك سالما فقد أشوت المصيبة ، أي هانت. ثم عزاها رسول الله بولدها عمرو بن معاذ ثم قال : " يا أم سعد ! أبشري وبشري أهليهم أن قتلاهم ترافقوا في الجنة جميعا – وهم أثنا عشر رجلاً من بني عبد الأشهل قومها – وقد شفعوا في أهليهم "، فقالت كبشة أم سعد راضية صابرة مطمئنة محتسبة : رضينا يا رسول الله ، ومن يبكي عليهم بعد هذا ؟! ثم قالت : أدع يا رسول الله لمن خلفوا ، فقال : " اللهم أذهب حزن قلوبهم ، واجبر مصيبتهم ، وأحسن الخلف على من خلفوا ".وقد روي أن الذي قتل عمرو بن معاذ هو ضرار بن الخطاب قبل أن يسلم ، قال له لما طعنه هزءا وسخرية : لا تعدمن رجلا يزوجك من الحور العين.أوس بن معاذ شهيدثالث :فقد كان من الشهداء الأربعين الذين قتلوا غيلة وغدرا يوم بئر معونة بعد غزة أحد.رضي الله عن الأم العظيمة كبشة بنت رافع التي ربت أمثال هؤلاء الصحابة الأبطال رضي الله عنهم.سيد الأوس فيالجاهلية وفي الإسلام:
كان سيد الأوس في الجاهلية ، وسيد أنصار الأوس في الإسلام ، ساد قومه بخصاله ، وكريم محتده ، ورجاحة فكره ، وسداد رأيه ، وقوة شخصيته ، وشجاعة قلبه ،أعطوه القيادة والأمر عن حب واحترام وتقدير.كان إسلام سعد بن معاذ بركة على المسلمين ، بل كما قال ابن حجر رحمه الله : كان سعد من أعظم الناس بركة في الإسلام.وإذا كان خيار الناس في الجاهلية هم خيارهم في الإسلام إذا فقهوا فإن سعدا تعاظمت مكانته في الإسلام ، وزادت عن ذي قبل.كيف ظفر سعد بن معاذ بهذه المنزلة العظيمة ؟ كجواب مبدئي على هذا السؤال أقول : لقد كان سعد عظيماً حين أسلم ، عظيماً حين بايع ، عظيماً حين آمن ، عظيماً حين جاهد، عظيماً حين أحب ، عظيماً حين والى ، عظيماً حين خاصم ، عظيما ًحين حكم ... ولكل بند من هذه البنود شواهد وأخبار مسندة صحيحة وثابتة.من فقه الدعوة :
كان مصعب بن عمير ومستشاره أسعد بن زرارة رضي الله عنهما داعيتين هاديين راشدين حكيمين ، خبرا فن الدعوة عن رسول الله ، وقد كان صلوات الله وسلامه عليه ، يدعو إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة ، يتخير المدعوين ، يبدأ بأهل الرياسة والمكانة من كل قوم أو قبيلة أو عشيرة يخاطب العقل والقلب منهم ، يزاوج بين الترغيب والترهيب ، يرفق بهم ولا يأخذهم بغليظ القول ، لا يقابل السيئة بالسيئة ، بل يدفع بالتي هي أحسن ، حليم بهم ، صبور عليهم ، يستعين على شياطينهم بالدعاء ، حتى يفتح الله قلوبهم للحق ، ويوجه أفئدتهم للخير.فهذا منهاج الداعية العظيم مصعب بن عمير رضي الله عنه وهذا هو سر نجاح مهمته في المدينة المنورة ، وهو الذي يعين على فهم شخصيته وأسلوب عمله.وإسلام الذين أسلموا علي يديه من كبار الأنصار شاهد على نجاح هذا المنهج وهذا الأسلوب.كان عمر سعد بن معاذ رضي الله عنه ، واحد وثلاثين عاماً ، حين أشرق النور في قلبه ، بمعنى أنه أسلم وهو في ذروة الشباب وقمته ، وقد انطلق من فوره ليكسر أصنام قومه بني عبد الأشهل بصحبة أخيه أسيد بن الحضير رضي الله عنه.فلشد ما كانت قريش تتخوف من إسلام سيدنا سعد بن معاذ سيد الأوس ، وسيدنا سعد بن عبادة سيد الخزرج ، يروي الإمام البيهقي رحمه الله تعالى في دلائل النبوة قال : سمعت قريش قائلا يقول في الليل على جبل أبي قبيس فإن يسلم السعدان يصبح محمد بمكة لا يخشى خلاف المخالف أعز أمانيه أن يعز الإسلام قبل أن يقضي
فقد كانت أمنية سعد إلى ربه : أن لا يميته حتى تقر عينه بعز الإسلام وأهله وذل الشرك وأتباعه ، وهزيمة قريش طاغوت الكفر في العرب.
فلما أصيب في غزوة الخندق بتلك الرمية الغادرة القاتلة توجه إلى الله بالضراعة والدعاء منيبا مخلصا على شدة شوق للشهادة في سبيل الله وحرصه عليها ، قال : اللهم إن كنت أبقيت من حرب قريش شيئا فأبقيي لها فإنه لا قوم أحب إلي أن أجاهدهم فيك من قوم آذوا رسولك وكذبوه وأخرجوه وإن كنت وضعت الحرب بيننا وبينهم فاجعله لي شهادة.
| |
|
قلب عابد المدير العام
عدد الرسائل : 3946 العمر : 51 الموقع : مكان علي الارض تاريخ التسجيل : 09/08/2007
| موضوع: رد: سعد بن معاز ... سيرة عطرة فى زمان نادر 2009-02-26, 02:05 | |
| مشاء الله
جزاكي الله خيرا اخت سما القلب
موضوع رائع
في ميزان حسناتك باذن الله
تحياتي وتقديري
| |
|
سما القلب مراقب عام المنتدي
عدد الرسائل : 2451 العمر : 39 رقم العضوية : 94 الأوسمة : علم البلد : تاريخ التسجيل : 24/08/2008
| موضوع: رد: سعد بن معاز ... سيرة عطرة فى زمان نادر 2009-02-28, 06:18 | |
| رد على العاشق الاول تحياتى وتقديرى لك العاشق الاول وأشكرك على تواجدك الجميل وكلماتك الاجمل دمت لنا أخى فى خير حال
| |
|
ربيع الحب مستشار إداري
عدد الرسائل : 2409 العمر : 49 رقم العضوية : 110 الأوسمة : علم البلد : تاريخ التسجيل : 04/02/2009
| موضوع: رد: سعد بن معاز ... سيرة عطرة فى زمان نادر 2009-02-28, 07:09 | |
| موضوع بجد مفيد احسنتى اختيار الموضوع سما استفدت منة جدا تحياتى ليكى
| |
|
سما القلب مراقب عام المنتدي
عدد الرسائل : 2451 العمر : 39 رقم العضوية : 94 الأوسمة : علم البلد : تاريخ التسجيل : 24/08/2008
| موضوع: رد: سعد بن معاز ... سيرة عطرة فى زمان نادر 2009-03-01, 00:51 | |
| رد على ربيع الحب أشكرك ربيع الحب على كلماتك الجميله وعلى مرورك العطر تحياتى وتقديرى لكى
| |
|