[size=21]نماذج الجادّين:[/size]
1-
سيدنا أبو بكر الصديق النحيف ضعيف الجسد قوي الهمة والإرادة كان يقول عن
نفسه : (والله ما نمت فحلمت, ولا سهوت فغفلت, وإنني على الطريق
ما زغت)
2-
سيدنا سعد بن أبى وقاص قائد معركة القادسية وعند التجهيز لخوض المعركة
اقترب منه رجل كفيف..وهو عبد الله بن أم مكتوم وكان قد انضم إلى الجيش رغم
أن الجهاد رفع عنه لأنه كفيف وطلب أن يمسك باللواء فرفض سعد بشدة وقال له:
كيف وأنت كفيف.فقال له عبد الله..يا سعد إن المبصر إذا رأى الفرس
فسيهرب..ولكنني لا أرى شيئاً فسأثبت مكاني.فقال سعد: صدقت...وأعطاه
اللواء..وبعد المعركة وجدوه شهيداً و اللواء في يده...
3- قصة الغلام والملك الظالم (( أصحاب الأخدود ))
4-
عمر بن عبد العزيز....كانت أحد أسباب ثباته على الحق..وقوته....هو ابنه
عبد الله...الذي توجه إليه يوم توليه الخلافة..وقال له: يا أبت إنك اليوم
سوف تسأل يوم القيامة ويسأل معك أهل بيتك..فامش على الحق ولو وضعنا في
القدور تغلي بنا..فلا تترك الحق يا أبت..فقال عمر: الحمد لله الذي جعل من
أهل بيتي من يذكرني...وكان ابنه عمره 17 عاماً فقط...ولكنه كان
جاداً...وأثناء جمع أموال المظالم من بني أمية..أفتى بعض علماء المسلمين
أن هذه الأموال وزرها على من سبق...فلا ترد إلى أهلها..ولكن عمر أصر على
أن ترد إلى أهلها..وكان الوقت وقت قيلولة...فقال: سأردها بعد العصر..فأتاه
عبد الله وقال له: وهل تضمن أن تعيش إلى العصر...!!!هذا الشاب مات وعمره
19 عاماً...بعد أن ثبت أباه..وجعله قوياً صلباً لا يخشى في الله لومة
لائم...
5- سيدنا علي بن أبي طالب..الذي حمل الإسلام على كتفيه منذ كان عمره 7 أعوام وحتى استشهاده وعمره 63 عاماً.
6-
إبراهيم بن أدهم...كان شاباً فارغاً..كل همه في الدنيا لهوه بالفرس...فذات
يوم مر به شيخ عجوز فقال له: يا إبراهيم..ألهذا خلقت...أم بهذا أمرت!!!!
فعاد إبراهيم إلى بيته..وأقسم أن يعيش للسبب الذي خلق من أجله..قال تعالى
:" وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون"..وصار إبراهيم بن أدهم...سيد
التابعين..
7-
عبد الله بن الزبير بن العوام...وعمره 7 أو 8 سنوات...مر به أمير المؤمنين
عمر بن الخطاب..وكان عمر كلما مر...تفر من أمامه الصبيان لهيبته..ولكن عبد
الله لم يفر..فسأله عمر: لم لم تجر كما جرى أقرانك...فقال عبد الله: لم
أخطئ لأفر...ولم يكن الطريق ضيقاً لأوسع لك الطريق..
فسأله عمر: لم لا تلعب مع أصحابك...فقال عبد الله: ألعب معهم هويناً...ولكن لم أخلق لألعب...
قال عمر: فلم خلقت...فقال عبد الله: لأعز الإسلام...
8-
ابن النفيس:هذا العالم المسلم..هو نموذج للعالم الجاد...فلقد اكتشف الدورة
الدموية الصغرى..وكيف أن الدم ينقى عن طريق الرئتين..واكتشف حركة صمامات
القلب..وتشريح القلب...وكان اكتشافه هذا فتحاً كبيراً في الطب..واستعان به
من جاؤا بعده في فهم وظيفة القلب واكتشاف الدورة الدموية الكبرى....
هذا
العالم كان السبب في نجاحه ونبوغه هو حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم
سمعه وهو صغير هذا الحديث يقول:" ما خلق الله داء إلا جعل له دواء" فوجد
الناس تتشكك في هذا الحديث بزعم أنه توجد أمراض ليس لها علاج فأصر على أن
يثبت صحة هذا الحديث...وعمل من أجل ذلك...كان ابن النفيس في عمله مثالاً
للجدية..فكان يبري الكثير من الأقلام عندما يبدأ في كتابة مؤلفاته حتى لا
يقاطعه أحد وحتى يركز في عمله...هذا العالم ألف أكثر من 80 مجلداً وعمره
35 عاماً...من مؤلفاته كتاب الشامل في الطب.
[size=21]من الفوارق الأساسية بين جيل الصحابة وجيلنا الحالي هو الجدية [/size]
* كان الصحابي يستمع إلى الآية وهي تقول:" يأيها الذين آمنوا.." فيقول نعم يا رب ماذا تأمر....
* لهذا فإنك ترى أن آيات القرآن تقول:" إنه لقول فصل* وما هو بالهزل"...لتؤكد مدى تغلغل الجدية في أوامر القرآن.
*
وتقول الآية:" من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد* ومن
أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكوراً كلاً نمد
هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك" هذه الآية توضح أن من يريد الدنيا وهو جاد في
مطلبه فسيأخذها ومن يريد الآخرة ويعمل لها فسيأخذها بينما الغير جادين
فهؤلاء لا يستحقوا أن يذكروا أساساً.
* لهذا فإن بداية الرسالة ونزول
الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم..كانت بداية غاية في الجدية فكان
جبريل يضم رسول الله صلى الله عليه وسلم ضماً شديداً ثم يطلقه حتى يعرف
أنه مقبل على أمر جلل.
* وتأتي الآية وتقول: "فإذا فرغت
فانصب"....لتؤكد مدى جدية الموضوع ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى
السيدة خديجة :"مضى زمن النوم يا خديجة"...
* يوم بدر..أتى إلى رسول
الله غلامين هما سمرة بن جندب ورافع بن خديج يطلبان أن ينضما إلى جيش
المسلمين ولكن رسول الله يردهما لصغر سنهما فيقول سمرة: يا رسول الله إنني
أرمي بالسهام فلا تطيش رميتي فيرمي أمام رسول الله فيصيب الهدف فيضمه رسول
الله فيقول رافع: يا رسول الله إنني أصارع سمرة فأغلبه فيصارعه أمام رسول
الله فيصرعه فيضمه للجيش
* معاذ ومعوذ وعمرهما 13 و 14 سنة يوم بدر قتلا أبي جهل رأس الكفر وكانا يربطان السيوف على أيديهما لصغر سنهما.
*
والجدية في العبادة....فعندما نزلت آيات تحريم الخمر....استيقظ أهل
المدينة في الصباح فوجدوا أزقتها موحلة من كثرة ما أريق من الخمر بعد نزول
الآيات. وفي آيات الحجاب نجد الشيء نفسه.