الجوافة
أن الجوافة هي أهم الأنواع المحروثة في العائلة الأسيّة (نباتات عطرية) وأن موطن هذه الفاكهة الأصلي دول أمريكا الاستوائية.
وقد استطاع الإنسان أقلمة شجرة الجوافة في المنطقة الاستوائية كلها وشبه الاستوائية، وصارت ذات أهمية تجارية كبيرة في فلوريدا وهاواي والهند ومصر وجنوب إفريقيا والبرازيل وكولومبيا وجزر الهند الغربية.
قد تصل شجرة الجوافة إلى عشرة أمتار في الارتفاع ومع ذلك توجد منها شجيرات قصيرة وتنمو جيداً في معظم التربة المدارية وشبه المدارية.
وثمرة..
لثمرة الجوافة جلد أصفر خشن والثمرة قد تكون كروية الشكل أو بيضاوية أو مثل شكل الكمثرى. ونوع الجوافة بايرفيرم (شكل الكمثرى) والنوع بوميفيرم (الكروي) مثلان اثنان من التغيرات الكثيرة التي طرأت على ثمرة الجوافة الأصلية ويطلق عليها عادة اسم الجوافة الكمثرية والجوافة التفاحية على الترتيب.
يتراوح قطر ثمرة الجوافة من الأشجار غير المحروثة من 3 إلى 8 سم، أما ثمار الأشجار المحروثة فيصل قطرها إلى 13 سم ويصل وزنها إلى 700 جم. تحتوي الثمرة على عدة بذور صلبة وصغيرة الحجم يتراوح عددها بين 153 إلى 664 حبة في الثمرة الواحدة توجد في مركز اللب. وقد طورت أنواع من الجوافة التي لا تحتوي على بذور ولكنها أعطت ثماراً مشوهة وغير طبيعية.
أما الخلايا الصلبة (الحجرية) والتي توجد في اللب فتعطي ثمار الجوافة ذلك القوام الحبيبي الممتاز. ويتفاوت لون الثمرة من الأبيض إلى الوردي الغامق إلى الأحمر. وتوصف النكهة بالحلاوة ورائحة المسك أو الرائحة العطرية الشديدة.
هناك نوع آخر من الجوافة مثل حجم الفراولة لذلك يسمى جوافة الفراولة. وهو أصغر حجماً من الجوافة المعروفة ونكهته تشبه نكهة الفراولة ولأن هذا النوع لا يحمل رائحة المسك المصاحبة للجوافة العادية فتفضله ربات البيوت وأصحاب المطاعم في تحضير الحلويات المحتوية على الجوافة.
إنتاج :
يتفاوت الإنتاج الكلي للجوافة في العالم من 2500 طن متري في هاواي إلى 200.000 طن متري في الهند وإن كانت بعض الأرقام التي سنذكرها عبارة عن إحصائيات سابقة إلا أنها تعطي فكرة عن حجم الإنتاج العالمي من الجوافة.
فبالنسبة للكميات المنتجة من الجوافة نجد البرازيل أكبر الأقطار لإنتاجها، إذ بلغ المنتج فيها أكثر من 33.000 طن متري، أما بقية الدول فإن إنتاج جنوب إفريقيا يفوق 6400 طن متري و4700 طن متري لكولومبيا. أما عن إنتاج روح الجوافة المعلبة فإن جنوب إفريقيا تنتج أكثر من 1000 طن متري بينما يزيد إنتاج بورتريكو على 3500 طن متري.
حصاد وصناعة..
يمتد موسم حصاد الجوافة من 8 إلى 10 أسابيع وتتم عملية القطف من مرتين إلى ثلاث مرات في الأسبوع. وتقطف الفاكهة القوية، صفراء اللون والناضجة والخالية من العيوب الحشرية والفطرية، ويتم تصنيع هذه الفاكهة مباشرة بعد القطف. أما الجوافة الخضراء اللون فتخزن لمدة أسبوعين إلى خمسة أسابيع تحت درجة حرارة من 8 إلى 10 درجات مئوية ورطوبة نسبية تبلغ 85 إلى 90%.
فاكهة مفيدة :
الجوافة من الفواكه ذات المحتوى الجيد من العناصر الغذائية. وأهم العناصر التي تحويها الجوافة حمض الأسكوربيك أو فيتامين «C».
ومع أن الجوافة غنية جداً بهذا الفيتامين إلا أن هناك تفاوتاً عجيباً بين الأصناف المختلفة والمناطق الجغرافية التي توجد بها هذه الأصناف.
أيضاً يتأثر محتوى فيتامين «ج» بالممارسات الفلاحية وموسم القطف، وقد سجلت التقارير العلمية أرقاماً من 10 إلى 979 ملجرام حمض أسكوربيك لكل 100 جرام فاكهة. ويحتوي الجلد واللب الخارجي على أعلى نسبة من فيتامين «C» في الفاكهة. وتصل نسبة فيتامين «C» إلى أقصى حد في الفاكهة الخضراء الناضجة ومن ثم يبدأ في الهبوط السريع مع تمام النضج وتغير اللون إلى الصفار.
وأوضحت الأبحاث أن اللب الأحمر يحتوي على نسبة من فيتامين «C» أعلى بكثير من تلك الموجودة في اللب الأبيض. أورد بعض الباحثين أنه حصل على مقدار 1160 ملجرام فيتامين «C» لكل 100 جرام فاكهة وحين جفف اللب وصل الرقم إلى 4385 ملجراماً لكل 100 جرام فاكهة.
وتعتبر الجوافة مصدراً جيداً للكالسيوم والفسفور وفيتامين «أ» وتصل نسبة الكاروتين (مصدر فيتامين أ) في اللب إلى 3 ملجم/100 جم.
ويشار هنا إلى أن اللون الوردي للب يرجع لوجود مادة الليكوبين وهي المادة التي تعطي الطماطم أيضاً لونها الخاص وهي مادة يعتقد أنها تقي من السرطان بإذن الله.
أما العناصر الأخرى فيوجد حمض البانتوثنك بمقدار 0.17 ملجم/100 جرام وتتفاوت نسبة الثيامين (فيتامين ب) من 0.04 إلى 0.08 ملجم/100 جم.
ومعظم وزن الجوافة عبارة عن ماء (إذ تحتوي الثمرة على 74 إلى 87% ماء).
أجواء وجودة
جودة ثمار الجوافة تتأثر بالعوامل الحيوية كثيراً فنجد أن الثمار المقطوفة أثناء فصل هطول الأمطار تكون أقل جودة من الثمار المقطوفة في الربيع أو الشتاء. ولأن درجة الحرارة تقل في فصل الشتاء فالثمار المقطوفة في هذا الفصل تحتوي على أعلى نسب من العناصر الغذائية والمركبات الكيماوية مقارنة بالفصول الأخرى. تحتوي الجوافة على 0.5 إلى 1% من الرماد (عناصر معدنية) ومن 0.4 إلى 0.7% من الدهن ومن 0.8 إلى 1.5% من البروتين وتتفاوت درجة الحموضة بين الثمار.
أما السكريات الكلية فتتفاوت ما بين 5 إلى 9% من وزن الجوافة، والسكريات الموجودة في الجوافة تكون على هيئة السكروز والفركتوز والجلوكوز وقد ورد ذكر سكريات أخرى مثل أرابينوز والمالتوز والسدوهبتيولوز.
وتعتبر الجوافة مصدراً جيداً للبكتين (ألياف غذائية ذائبة مهمة للصحة)، وتزداد نسبة البكتين أثناء نضج الفاكهة لكنها تهبط بسرعة في الجوافة زائدة النضج. وتتراوح نسبة البكتين الكلي من 0.5 إلى 1.8% وإنتاج البكتين من قشرة الجوافة يزيد على إنتاجه من قشرة الموالح.
و يحتوي لب الجوافة على شيء من الأحماض العضوية الأخرى مثل حامض الليمون والماليك وغيرهما.
أما نكهة الجوافة فإنها ترجع إلى وجود 22 مركباً كيميائياً طياراً (لن نثقل القارئ بأسمائها ولكن...) لا بأس أن نذكر منها مركب هيدروكربونات التربين وبعض الإستارات والكحولات (غير المسكرة) والألدهيدات، كذا بعض الفينولات العديدة... وغير ذلك.
أما المواد القابضة التي تعطي الجوافة غير الناضجة شيئاً من الانقباض في الفم فإنها تقل مع زيادة نضج الثمار شأنها شأن الفواكه الأخرى في ذلك.
وعموماً..
تحتوي ثمرة الجوافةعلى حوالي 8% من البذور وتحتوي البذور على حوالي 13% من الزيوت العطرية والأحماض الدهنية. كما أن أجزاء شجرة الجوافة الأخرى (مثل الأوراق والسيقان واللحاء) تحوي كثيراً من المواد الموجودة في الثمرة.
أكثر من استعمال :
تؤكل ثمرة الجوافة طازجة أو كشرائح محفوظة في محاليل سكرية أو مطبوخة أو كعصير أو مربى أو جيلي، أو بودرة الجوافة أو عصير مروق. كما يمكن استخدام زيت البذور كصلصة للسلطة كما تدخل تجارياً في صناعة الجبن والكتشب وروح الجوافة. ولأن الجوافة مصدر ممتاز لفيتامين «C» ومصدر جيد لفيتامين «أ» والكالسيوم والفسفور والرايبوفلافين والثيامين وحمض البانتوثنيك، ولأن للجوافة نكهة فريدة، فهي بذلك «أحلى» مصادر التغذية الطبيعية.
الجوافة أيضاً مصدر تجاري للبكتين والزيت وتستخدم الأوراق في الهند كمادة طبية قابضة ولمعالجة الجروح وألم الأسنان. ويستخدم لحاء شجر الجوافة أيضاً في دباغة الجلود ومواد الصبغة